Sunday, May 20, 2012

عن الطفل الداخلي



في أحد الايام غير الوردية كنت مارا من ذلك الطريق الذي اعتدت ارتياده حتي لم اعد اميز من منا يرتاد الاخر، وجدت طفلا مكمم الفم ممسكا بلافتة فى منتصف الشارع. وقفت اتطلع اليه بغرابه فهو ليس بشحات وهذا واضح من مظهره الانيق ولا بتائه وهذا واضح من نظرته الثاقبه. نظرت الي اللافتة مرارا وتكرارا لأحاول فهمها دونما جدوي بالرغم من انها تحتوي علي جملة واحدة. استوقفني هذا المشهد لعدة لحظات حتي بدأ البعض بالتجمهر حول الفتي محاولة منهم ان يفهموا ماذا يحدث! صاح شخصا بغضب في الواقفين "لا تصدقوا هذا الطفل اللعين ولا يخدعكم مظهره البرئ ... انه يريد ان يفرقنا و ينشر الفتنة بيننا" فردد البعض هتافات موافقة علي كلامه فرد رجل كبير السن عليهم " لا يا اخواني ربما لا يدرك ما يقوله فلنتفاهم معه كي لا نظلمه " فصاح الشخص الاول مجددا " لا تفاهم ايها العجوز دعنا لا ننخدع من هذا اللئيم وننتقم منه حتي لا يؤثر علينا فنضيع " فقال العجوز "ولكن ... " فقاطعه الرجل " انها المؤامرة يا اخواني وان لم نقتله ونجعل منه عبرة سيصبح لدينا غدا فى المدينة مائة لعين غيره " فرد شخصا قائلا " وكيف نقتل طفل صغير دون ان نستعطف اهل المدينة؟ فرد عليه " ندفنه حيا فى مكان بعيد وكأن لم نره وهو ليس مألوف لنا فلن يشعر احد بافتقاده " فصاح الجميع موافقين علي تلك الفكرة وقاما بحمل الطفل والذهاب به لمنطقة نائية لدفنه حيا وعندما وصلنا هناك قام الرجل صاحب الخطة بفك تكميم الطفل متسائلا " هل لديك أقوال اخيرة ايها الوقح اللعين؟" فأشار الطفل عليّ باصبعه وابتسم لي ولم ينطق وبعدها دفنوه وانا واقفا بلا حراك اشاهد تلك الجريمة الشنعاء مفكرا فى لافتته "لا تخف انت انا". منذ ذلك اليوم لم يصبح طريقي هذا مثل سابقا ففي هذا الطريق قتلت جزءا مني بلا شفقة أو رحمة

5 comments:

  1. اه يا بنت اللذينة تحففففففففففففففففة بجد :))

    ReplyDelete
  2. رااااااااااااائعه بجد

    ReplyDelete
  3. روووووووووعه تبارك الله المغزى جدّاً واضح و كأنّك تتحدّثين عن طفلك الدّاخلي الذي نخنقه و لا نسمح له بالظّهور !

    ReplyDelete